📁 آخر الأخبار

سحر المرض

 

سحر المرض: أعراضه وعلاجه

مفهوم سحر المرض وتأثيره

سحر المرض هو نوع من أنواع السحر الذي يُقصد به إصابة الشخص بالآلام الجسدية أو النفسية التي لا تستجيب للعلاجات الطبية التقليدية. يهدف هذا النوع من السحر إلى تعطيل حياة المصاب وإضعافه، سواء من خلال التأثير المباشر على الجسد أو إثارة الاضطرابات النفسية. قال الله تعالى: ﴿ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴾ [الفلق: 4]، مما يُشير إلى خطورة السحر وتأثيراته السلبية.

 قد يتجلى سحر المرض في عدة صور، منها الألم المستمر في عضو معين، الشلل الجزئي أو الكلي، نوبات قلبية والتشنج والصرع، أو تعطُّل أحد الحواس مثل السمع أو البصر. من المهم التفريق بين المرض العضوي الناتج عن أسباب طبية وبين الأمراض الروحية مثل السحر، وذلك من خلال الرقية الشرعية. فإذا شعر المصاب بأعراض غير طبيعية أثناء الرقية، مثل الدوخة أو الصداع أو الاهتزاز او التنميل في مكان معين من الاعضاء، فقد يكون مصابًا بسحر المرض. أما إذا لم تظهر هذه الأعراض، فقد يكون المرض عضويًا يستدعي استشارة طبية.

قال الله تعالى: ﴿ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 102]، مما يدل على أن تأثير السحر لا يحدث إلا بإذن الله، وأن الشفاء منه ممكن بإرادته سبحانه وتعالى. 

كيفية حدوث سحر المرض

يحدث سحر المرض من خلال تسخير الجن من قبل الساحر لإيذاء الشخص المستهدف. يعتمد الساحر على استخدام الطلاسم أو العقد، أو استغلال شعر أو ملابس المصاب او شيء من اثره ، ثم يوجه أوامره إلى الجن لتنفيذ الضرر. يتمركز الجني غالبًا في مراكز محددة من المخ، وهي المسؤولة عن الحواس والحركة. وقد قال الله تعالى: ﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ﴾ [لقمان: 11]، مما يُذكِّرنا بعظمة خلق الله وقدرته على الشفاء.

إذا تمركز الجني في مركز السمع، قد يُصاب المريض بالصمم، أو في مركز البصر، فيُصاب بالعمى. وفي حالات أخرى، قد يُعطل الجني الإشارات العصبية في الأطراف، مما يؤدي إلى الشلل الجزئي أو الكلي. وقد يُسبب الجني اضطراب الإشارات العصبية بشكل متكرر، مما يجعل العضو يعمل أحيانًا ويتعطل أحيانًا أخرى.

ويُعزى تأثير السحر إلى قدر الله وإرادته، فلا يحدث أي شيء إلا بإذنه، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 102]. ومن هنا تأتي أهمية التوكل على الله، والاعتماد عليه في العلاج والشفاء. 

أعراض سحر المرض

تتعدد أعراض سحر المرض بين الجسدية والنفسية، وتختلف حدتها من شخص لآخر. من الأعراض الجسدية الشائعة الصداع المستمر، والشعور بالآلام المتفرقة في الجسد، والإرهاق الدائم دون سبب واضح، إضافة إلى اضطرابات في النوم وفقدان الشهية. قد يُعاني المصاب أيضًا من نوبات الصرع أو التشنجات العصبية، أو الشلل الجزئي أو الكلي في الأطراف.

أما الأعراض النفسية فتشمل الشعور بالخوف المستمر والقلق غير المبرر، إلى جانب الاكتئاب والرغبة في العزلة. كما قد يُعاني المصاب من الوسواس القهري أو التفكير المستمر في الموت، وهو ما يُعرف بوسواس الموت، والذي قد يكون نتيجة تأثير روحي أو سحري.

وتُظهر الرقية الشرعية دورها في كشف هذه الأعراض، فإذا شعر المصاب أثناء الرقية بصداع مفاجئ، أو تخدير في أطرافه، أو رعشة، فقد يكون ذلك مؤشرًا على الإصابة بسحر المرض. قال الله تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82]، مما يُؤكد أن القرآن الكريم يُعد علاجًا فعّالًا لهذه الحالات. 

علاج سحر المرض بالرقية الشرعية

العلاج الشرعي لسحر المرض يبدأ بالاعتماد على الرقية الشرعية، وهي مجموعة من الآيات القرآنية والأدعية المأثورة التي تُستخدم لطرد الجن وإبطال السحر. يُقرأ على المريض سور الفاتحة، وآية الكرسي، والمعوذتين، وسورة الإخلاص، وآخر آيتين من سورة البقرة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة" [مسلم]، البطلة وهم السحرة حيث أنهم لا يُطيقون سماع سورة البقرة.

يمكن استخدام الزيت المقروء عليه آيات الرقية الشرعية، مثل زيت الزيتون أو زيت الحبة السوداء، او زيت الفيجل وكل هذه الزيوت جيدة لدهن مناطق الألم أو الرأس يوميًا الى ان يذهب الألم بإذن الله ويُنصح المريض أيضًا بالاستماع إلى الرقية المسجلة بشكل منتظم، مما يُساعد على إضعاف تأثير السحر تدريجيًا.

إضافة إلى ذلك، يُستحب قراءة الأدعية النبوية مثل: "اللهم رب الناس أذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يُغادر سقَمًا". فهذه الأدعية تُحفز الثقة بالله وتزيد من الطمأنينة. 

الجمع بين العلاج الروحي والطبي

من المهم الجمع بين العلاج الروحي والعلاج الطبي في حالات سحر المرض، حيث يُفضل مراجعة الأطباء المتخصصين لاستبعاد الأسباب العضوية للأعراض. إذا أثبتت الفحوصات الطبية عدم وجود سبب عضوي، يُمكن التركيز على العلاج بالرقية الشرعية.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء" [البخاري]، مما يُؤكد أن الشفاء بيد الله، سواء كان عن طريق الرقية أو العلاج الطبي. وينبغي على المريض التحلي بالصبر والالتزام بالعلاج الشرعي، مع التضرع إلى الله بالدعاء والإكثار من الاستغفار. 

الأمل في الشفاء والتوكل على الله

إن سحر المرض هو ابتلاء يحتاج إلى الصبر والإيمان، مع اتخاذ الأسباب الشرعية للعلاج. يُعد القرآن الكريم والسنة النبوية مرجعًا أساسيًا في مواجهة هذا النوع من السحر، حيث أن الرقية الشرعية والأذكار تُشكل حصنًا منيعًا ضد تأثيراته.

قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153]، مما يُطمئن المريض بأن الله دائمًا إلى جانبه. ومع التوكل عليه والاستمرار في العلاج، يُمكن التخلص من السحر والعودة إلى الحياة الطبيعية. لذا، يُوصى بعدم الاستسلام للخوف أو اليأس، بل بالاعتماد على الله والدعاء المستمر لطلب الشفاء.

 

تعليقات